دَمٌ على المئذنة الكردية السورانية 2023

صحيحٌ أنّ الرّوائيّ يدوّن سيرة المجزرة التي نفّذها الأكراد الأشاوس من أتباع النّظام في حقّ مواطنين أكراد.. لكنّه فيما يدوّن المجزرة، يرسم متوازيات تاريخيّة يتشابه فيها الماضي والحاضر، تاريخ من العنف يمتسخ ويتحوّل ليعود بنفس العنف ليكسر أفق التوّقعات لدى القارىء بأنّه أمام تاريخ عاديّ متكرّر لمجازر أقليّات نفذها “الوحش” الآخر بهمجيّة، حيث يتفاجأ القارىء هذه المرّة بإصبع الاتّهام الموجّهة للوحوش الصّغار المحسوبين على “الضحيّة”. يقرّر جان دوست أن يوثّق مجزرة عامودا بتوثيق العنف الكرديّ تجاه الكرديّ، ولا يتوانى عن كشف علاقة الأكراد الأشاوس بالنّظام الحاكم وتبنّيه لخطاب العنف وقتله الضحيّة من أبناء شعبه فيما نحن نتساءل معه في إطار أكثر شموليةً: أهو كره أبناء الأقليّات المقموعين لذواتهم؟ أم أنّه العنف البشريّ الباطنيّ الّذي يقدّس سفك الدّم منذ أوّل لحظة دموية في التاريخ البشريّ؟ أم أنّ عشق السّلطة هو ما يدفع الإنسان بغض النّظر عن كونه ابن اقليّة أو أكثريّة لارتكاب المجازر؟ هل نحنُ أمام تأصيلٍ للعنف متجذّر في بنية هويّة الأقليّات الساعية في جزءٍ منها نحو الآخر.. أم استنبات متواصل لهذا العنف داخل تربة الأقليّات كاستراتيجيّة رفض للقمع ولو على حساب الذّات الجمعيّة؟ ريم غنايم – ناقدة فلسطينية