بدا أنهما على استعداد لأن يفترسا أي وحش و هما معا. ظلا يلعبان في البرية كطفلين، حتي تذكرا أن الموت قادم لهما لا محالة. ولم يبق غير سويعات قل ...
بدا أنهما على استعداد لأن يفترسا أي وحش و هما معا. ظلا يلعبان في البرية كطفلين، حتي تذكرا أن الموت قادم لهما لا محالة. ولم يبق غير سويعات قليلة من الفرح. فقررا أن ينتصرا للفرح الأخير علي الرعب، و حتي على الموت ذاته. خلعا ملابسهما كما خلعهما العالم، و مع كل قطعة يخلعانها ينتصران علي القبح، و يستقبلان فرحهما الجسدي، حتي اذا تخلصا من أثقالهما، عادا الي ذاتيهما. تأمل الرجل جسد حبيبته طالعا كشجرة من الرمال، و هي واقفة علي بعد خطوات من قلبه. تلمع في عينيها الدهشة الأخيرة، تحير مهدي متي ينقذهما؟ أيقطع تلك اللحظة عليهما؟ و قال لنفسه: لا لن أفعل. و تنهد تنهيدة كبيرة و أكمل: اّه عندما يدرك الانسان ميعاد موته. ساعتها يصبح الجسد حارا لا بحرارة الشمس و لا بحرارة الرغبة و لكن بحرارة الرغبة ولكن بحرارة الحرية، حرية من تحرر من عقدة الموت. اّه يا لذة السويعات الأخيرة، اّه عندما تفض الجسد و تودعه في الوقت نفسه.
We are using technologies like Cookies and process personal data like the IP-address or browser information in order to personalize the content that you see. This helps us to show you more relevant products and improves your experience. we are herewith asking for your permission to use this technologies.